ماهي المفاهيم الخاطئة عن وسائل تنظيم الأسرة؟
الصحة الجنسية والانجابية
                                    ان الحصول على خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بشكل امن وطوعي ويحافظ على الخصوصية حق أساسي من حقوق الإنسان ويكتسب أهمية محورية بالنسبة إلى المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وهو عامل أساسي لتحقيق العائد الديمغرافي والنمو الاقتصادي (1) ولكن ليس تنظيم الأسرة مسألة متصلة بحقوق الإنسان فحسب، إنما هو أيضًا أمر محوري من أجل تمكين المرأة والحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. (2)
وعلى الرغم من كون تنظيم الاسرة حق اساسي من حقوق الانسان لكنه ايضا على اختلاف اساليبه الحديثة يشمل فوائد اخرى تنعكس على حياة الانسان مثل توقي المخاطر الصحية التي تتعرّض لها النساء نتيجة الحمل و خفض وفيات الرضّع خفض معدلات حمل المراهقات وغيرها من الفوائد الصحية والوقائية التي سنتناولها ضمن المقال ومع ذلك، لايزال هناك نحو 214 مليون امرأة في المناطق النامية يفتقرن لوسائل تنظيم الأسرة الآمنة والفعالة، لأسباب تتراوح بين الافتقار إلى المعلومات أو الخدمات وإلى الافتقار إلى الدعم من شركائهن أو مجتمعاتهن. ويهدد هذا قدرتهن على بناء مستقبل أفضل لأنفسهن ولعائلاتهن ولمجتمعاتهن.(2)

لكن ايضا الخرافات السلبية والمفاهيم الخاطئة حول تنظيم الأسرة هي عائق أمام استخدام وسائل منع الحمل الحديثة مثل التقارير المبالغ فيها أو الخاطئة حول الآثار الجانبية ، والمفاهيم الخاطئة عن المشاكل الصحية القصيرة أو الطويلة الأجل والقوالب النمطية السلبية عن الأشخاص الذين يمارسون تنظيم الأسرة حيث أنه في كل من البلدان المتقدمة والنامية ، ترى العديد من النساء بشكل غير صحيح أن استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم أكثر خطورة من الحمل. و في دراسة أجريت على ثمانية بلدان نامية ، اعتقدت 50-70 ٪ من النساء أن استخدام حبوب منع الحمل يشكل مخاطر صحية كبيرة و كانت أساطير تنظيم الأسرة الأكثر شيوعًا على المستويين الفردي والمجتمعي هي أن "الأشخاص الذين يستخدمون وسائل منع الحمل ينتهي بهم الأمر بمشاكل صحية" و "وسائل منع الحمل تشكل خطراً على صحة المرأة" و "وسائل منع الحمل يمكن أن تضر رحمك". كما أظهرت دراسات أخرى أن الخرافات والمعلومات الخاطئة كانت معظمها حول الآثار الجانبية المدركة أو الخوف من العقم المستقبلي(3) وهذا غالبا ما يجعل النساء يتجنبن استخدامها والذي قد يتسبب في حدوث حمل غير مخطط له بشكل خاص لدى المتزوجين حديثا غير المهيئين بعد لولادة طفل، فالعديد من الازواج يعتمدون الطرق التقليدية الطبيعية لمحاولة تجنب الحمل او تأخير حدوثه لفترة ما خوفا من الاثار السلبية الشائعة عن استخدام وسائل منع الحمل الحديثة.

وبينما الحمل والولادة يحملان مخاطر الإصابة بالأمراض فان وسائل منع الحمل التي يستخدمها الأزواج لتجنب الحمل تنطوي على فوائد صحية غير منع الحمل. لذلك المعلومات حول هذه المخاطر والفوائد ضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة. (4) وكون احدى الطرق الاسهل وصولا والاكثر شيوعا والتي تنتشر حولها العديد الشائعات السلبية هي استخدام حبوب منع الحمل فمن الضروري توضيح بعض هذه الافكار والقاء الضوء على الحقائق العلمية الصحيحة.
ان وسائل منع الحمل عن طريق الفم (حبوب منع الحمل)لا تمنع الحمل فقط ، ولكنها أيضًا تقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم والمبيض وتحمي من مرض التهاب الحوض الحاد والحمل خارج الرحم. ومع ذلك ، فإن موانع الحمل الفموية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وقد وجدت العديد من الدراسات في البلدان المتقدمة والنامية أن استخدام حبوب منع الحمل الحديثة يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الحوض (PID) ، والذي هو سبب رئيسي لعقم النساء و لقد وجدت هذه الدراسات أن استخدام حبوب منع الحمل يقلل من الخطر بنسبة 40 في المائة تقريبًا (4)

وللتوضيح فان وسائل منع الحمل عن طريق الفم (حبوب منع الحمل) هي حبوب منع الحمل الهرمونية والتي عادة ما تأخذها النساء على أساس يومي. أنها تحتوي إما على اثنين من الهرمونات مجتمعة (البروجستيرون والأستروجين) تسمى مركبة أو هرمون واحد (البروجستيرون) لكن حبوب منع الحمل لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسيا (الأمراض المنقولة جنسيا ، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية). للحماية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي ، يجب استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي (5)

وعلى رغم كثرة الشائعات الخاطئة حول استخدام حبوب منع الحمل الا اننا سنطرح الاكثر شيوعا منها هنا لتصحيح تلك الافكار

1.	خرافة: خطر العيوب الخلقية
بعض النساء اللواتي يسعين إلى تنظيم الأسرة يعتقدون بشكل غير صحيح أن استخدام موانع الحمل الفموية سيؤدي إلى تشوهات خلقية عند أطفالهن.
حقيقة: تبين الأدلة الجيدة أن موانع الحمل الفموية لن تسبب تشوهات خلقية ولن تلحق الضرر بالجنين إذا حملت المرأة أثناء استخدامها أو بدأت بطريق الخطأ في أخذ موانع الحمل الفموية عندما تكون حاملاً بالفعل

2. خرافة: حبوب منع الحمل يمكن أن تسبب السرطان
بعض النساء اللواتي يسعين إلى تنظيم الأسرة يعتقدون أن وسائل منع الحمل عن طريق الفم تسبب السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم وسرطان المبيض.
حقيقة: ثبت أن استخدام موانع الحمل المركبة عن طريق الفم يقلل من خطر الإصابة بسرطاني أمراض النساء (المبيض وبطانة الرحم). من الصعب معرفة تأثير استخدام  موانع الحمل الفموية المركبة على سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم. المخاطر المتزايدة المحتملة التي تم تسجيلها في بعض الدراسات ليست كبيرة بما يكفي لتفوق الفوائد أو لتغيير الممارسة الحالية.
يساعد استخدام موانع الحمل الفموية على حماية النساء من نوعين من أنواع السرطان – سرطان المبيض وسرطان بطانة و تستمر هذه الحماية لمدة 15 عامًا أو أكثر بعد التوقف عن الاستخدام.

3. خرافة: خطر العقم ، أو تأخر العودة إلى الخصوبة
قد تعتقد النساء اللواتي يسعين إلى تنظيم الأسرة بشكل غير صحيح أن استخدام موانع الحمل الفموية سيتسبب في تأخير طويل في الحمل أو منعهن من القدرة على إنجاب الأطفال في المستقبل.
حقيقة: مانع الحمل المركب لا يسبب العقم. هذا صحيح بغض النظر عن المدة التي استغرقتها المرأة في حبوب منع الحمل ، أو عدد الأطفال الذين أنجبتهم ، أو عمر المرأة. في الواقع ، تشمل بعض فوائد حبوب منع الحمل غير الموصى بها الحفاظ على الخصوبة من خلال توفير الحماية ضد مرض التهاب الحوض ، التهاب بطانة الرحم ، والحمل خارج الرحم.
لا يوجد دليل على أن موانع الحمل الفموية تؤخر عودة المرأة إلى الخصوبة بعد أن تتوقف عن أخذها. يمكن للنساء اللواتي يتوقفن عن استخدام موانع الحمل الفموية أن يصبحن حوامل بالسرعة التي تتوقف بها النساء اللائي يتوقفن عن استخدام الأساليب غير الهرمونية.

4. خرافة: مواجهة تغييرات في الوزن
بعض الاشخاص يعتقدون أن موانع الحمل الفموية المركبة تتسبب للنساء باكتساب أو فقدان الوزن
حقيقة: معظم النساء لا يكتسبن أو يفقدن الوزن نتيجة لاستخدام موانع الحمل الفموية المركبة وقد يتقلب وزن المرأة بشكل طبيعي بسبب التغيرات في العمر أو ظروف الحياة. نظرًا لأن التغييرات في الوزن شائعة ، فإن العديد من النساء يعزو زيادة الوزن الطبيعي أو فقدهن إلى استخدام موانع الحمل الفموية الموضعية. على الرغم من أن عددًا صغيرًا جدًا من مستخدمي موانع الحمل الفموية المركبة قد يبلغون عن تغيير في الوزن بعد استخدامها ، فقد وجدت الدراسات أن موانع الحمل الفموية المركبة لا تؤثر في المتوسط على الوزن. تواجه بعض النساء تغيرات مفاجئة في الوزن عند استخدام موانع الحمل الفموية. تنعكس هذه التغييرات بعد أن تتوقف عن أخذ موانع الحمل الفموية. من غير المعروف لماذا تستجيب هذه النساء لموانع الحمل الفموية المركبة بهذه الطريقة (5).
وفي الختام يجب التوضيح أن لكل حالة فرديتها ومن المهم في حال الرغبة في تأخير الانجاب استشارة الطبيب المختص للتوسع بأفضل الوسائل الممكنة وتأثيراتها لكن الاهم هو عدم التسليم بالإشاعات والافكار الخاطئة التي ستقود لعدم استخدام وسائل منع الحمل وانجاب طفل في بيئة غير مهيأة لاستقباله فنحن بحاجة لأن نكون مهيئين وقادرين على تأمين حياة كريمة للطفل عند اتخاذ قرار الانجاب الذي هو بالطبع حق من حقوقه


المصادر
1.	https://algeria.unfpa.org/en/topics/family-planning-sexual-and-reproductive-health 
2.	http://www.uniraq.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=9324:2018-07-10-11-30-36&Itemid=645&lang=ar 
3.	https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4858446/ 
4.	https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK235069/ 
5.	https://www.ippf.org/blogs/myths-and-facts-about-contraceptive-pill
                                
2019-06-15 21:55:47