العنف القائم على نوع الاجتماعي في ظل أزمة الكورونا.
العنف القائم على النوع الاجتماعي
                                    في التاسع عشر من آذار مارس 2020 أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA ورقة فحواها أنها تريد إيصال الرسالة التالية للعالم: (الجائحة سوف تعزز اللامساواة القائمة أصلاً بين النوع الاجتماعي ، وتزيد خطر الـ GBV  ، حماية حقوق النساء والفتيات يجب أن يمنح درجة من الأولوية).
قبل أن نستعرض النقاط الأساسية التي تعرضت لها الورقة - دعونا نستذكر بعض الوقائع:
-أثناء أزمة فايرس كورونا الحالية والبقاء الاضطراري في المنازل تعرضت الكثير من النساء حول العالم للعنف بنسبة أكبر ، رغم أن الفئات الأخرى تعرضت أيضاً للضغط والعنف (بما فيهم الرجال والأطفال) ، لكننا سوف نسلط الضوء هنا على العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء.
-تاريخياً ، ووفقاً لـ UN Women فإن بعض الدراسات الوطنية تقدر أن 70% من النساء تعرضوا لعنف جسدي أو جنسي من قبل العشير خلال حياتهم . وفقاً لـ worldometers فإن عدد النساء في العالم في هذه اللحظة أكثر من 3 مليارات ونصف (أي أكثر من ثلاثة آلاف مليون) . بحساب بسيط وبأخذ إحصائية UN Women بعين الاعتبار ، نجد أن النساء اللواتي عانوا من عنف العشير هو حوالي مليارين ونصف المليار (حوالي 2486 ألفين واربعمائة وست وثمانون مليون) . إحصائية أخرى لـ UN Women تقول بأن أكثر من 30 ألف امرأة قتلت من قبل شريك حميم حالي أو سابق في عام 2017 لوحده (ما يقارب حالة قتل كل ربع ساعة وعلى مدار العام 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع لامرأة من قبل شريك حالي أو سابق).
-في مقابل ألفين وأربعمائة مليون امرأة (إنسان) تعرضوا للعنف القائم على النوع الاجتماعي ، هنالك في هذه اللحظة حوالي مليونين إنسان آخرين تعرضوا لفايرس كورونا (لكل أكثر من 2486 حالة عنف ، هنالك حالة كورونا واحدة) ، في ظل هذه الأرقام كيف يتداول الناس حول العالم كل من هذه المواضيع على غوغل؟.

اذا بحثنا على غوغل تريندز Google Trends والذي تقدم من خلاله غوغل إحصائيات حول اهتمام الناس في البحث عن كلمات معينة على الانترنت ، نجد أن فايروس كورونا كان الكلمة المفتاحية التي تحظى باهتمام كبير من الناس ، فهي ذات أعلى مستوى من البحث خصوصاً منذ بداية 2020 .
أما العنف القائم على النوع الاجتماعي فهو موضوع يكاد لا يحظى بأي اهتمام .
مع أنه لا يمكننا علمياً تعميم هذه التجربة على كامل الموضوع ، ومع الاعتراف باهمال كل ما تم اهماله من عوامل إحصائية ، لكن الأمر الذي أود إيصاله من خلال هذا النموذج هو أن موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي ليس فقط يحتاج للمزيد من الاهتمام أثناء أزمة الكورونا ، ولكنه أيضاً لم يكن يحضى بالاهتمام حتى في الأوقات السابقة ، فالتحدي إذا يستمر ولكن هنا وفقاً لظروف مختلفة ليس أكثر.
متابعة الحالات التي يتم الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي ، واعتماد خط ساخن تلجأ إليه النساء لدى تعرضهن للعنف ، والتأكيد على إنشاء مبادرات مجتمعية قوية وذات مكانة وقادرة على تأمين مساحة آمنة للمرأة ونشر ثقافة مجتمعية ترقى إلى مستوى من الوعي ، كلها مقترحات تستحق النظر إليها من منظار الطوارئ.
يتحدث theconversation.com حول أن دعوة الحكومات للناس للبقاء بأمان في المنازل ليست محققة للجميع، وذلك لأن الملايين (في الولايات المتحدة فقط –مكان دراسة theconversation.com- ) يعتبر الخروج من المنزل للعمل بالنسبة لهم هو ملاذ الأمان وليس البقاء فيه (مع الإشارة إلى ازدياد نسبة حالات العنف -المبلغ عنها- في المنازل بـ 21% حتى 33% في ولايات أخرى).
يشير المقال نفسه في الموقع إلى الأطفال أيضاً ، ويذكرنا بالأطفال الذين يعد مكانهم الآمن الوحيد هو المدرسة ، والآن يطلب إليهم الدراسة من المنزل.
هل تفكر النساء بالهرب من المنزل؟ حقاً؟ هل تحتاج لتذكيرك بأن المال الذي سوف تحتاجه لتأمين حياتها سوف تحتاجه الآن لتأمين مستلزمات الحياة الأولية بعد توقف الكثير من الوظائف؟.
الأسئلة هنا كثيرة ، فالبدء بالسؤال عن متى ستنتهي أزمة فايرس كورونا لأجل انتهاء هذا العنف ، يقودنا لسؤال أهم: متى سينتهي هذا العنف؟.

المصادر:
-https://www.unfpa.org/sites/default/files/resource-pdf/COVID-19_Preparedness_and_Response_-_UNFPA_Interim_Technical_Briefs_Gender_Equality_and_GBV_23_March_2020_.pdf
-https://www.unwomen.org/en
-Google Trends.
- https://theconversation.com/domestic-violence-growing-in-wake-of-coronavirus-outbreak-135598
                                
2020-04-17 21:31:57