ما تأثير تنظيم الأسرة على وضعنا الصحي والاقتصادي؟
الصحة الجنسية والانجابية
                                    أبو إياد، ابٌ لعشر أولاد أكبرهم في الـ 23 من العمر والصغير منهم يبلغ 5 سنوات، يقول بصوتٍ واثق "هدول عزوتي" لكنه بذات الوقت متحسر على ما أصاب زوجته من تعب ووهن نتيجة تقارب فترات ولادات أبناءها العشر ما أثّر على صحتها بشكل بالغ، الأمر الذي منح أبو إياد تحدياً في تأمين متطلبات العائلة المكونة من 12 فرد ومساعدة زوجته على الاعتناء بحالتها الصحية وشؤون الأسرة. 
والذي مرة أخرى يقول بنبرة تحمل بين طياتها قليلٌ من المرح "يا ريتني لو قللت ودللت".

حال هذه العائلة كحال العديد من العائلات والتي بلهجة أهل الطب والاختصاص بحاجة للتوعية حول مفهوم تنظيم الأسرة، لتنعم بحياة أكثر راحة ومستقبل أفضل لأبنائها.

نقصد بمفهوم تنظيم الأسرة: المعلومات والوسائل والأساليب التي تسمح للأفراد بتحديد ما اذا كانو يرغبون بالانجاب ومتى، وهذا يشمل مجموعة واسعة من وسائل منع الحمل بما في ذلك الحبوب، الوسائل المزروعة، الأجهزة داخل الرحم مثل ما يعرف باللولب، العمليات الجراحية التي تحد من الخصوبة، والوسائل العازلة مثل الواقيات الذكرية والأنثوية، وكذلك الطرق الطبيعية مثل طريقة التقويم والامتناع عن ممارسة الجنس في أيام الإباضة. 
ويتضمن مفهوم تنظيم الأسرة أيضا معلومات حول كيفية الحمل عندما يكون مرغوباً فيه.
في حين ان بعض أساليب تنظيم الأسرة كالوقيات الذكرية تساعد على الوقاية من انتقال فيروس الإيدز والحماية من العدوى من الأمراض المنقولة جنسياً.

من المهم هنا أن نوضح ان إجراءات تنظيم الأسرة من شأنها المحافظة على صحة النساء ووقايتهم من خطر مضاعفات الولادات المتتالية، مثل تمزق الرحم، استنزاف مخازن الأم من المواد الغذائية الاساسية مثل حمض الفوليك، حيث يتيح تنظيم الأسرة المجال أمام المباعدة بين الأحمال ومن تأخير الحمل لدى النساء المعرّضات بشكل كبير لمخاطر الإصابة بمشكلات صحية والوفاة جراء الحمل المبكر، كما بإمكان هذا التنظيم أن يحول دون حدوث حالات حمل بين النساء الأكبر سناً من المعرضات أيضا لخطر متزايد. 
حيث تشير البيانات إلى أن النساء اللاتي يزيد عدد أطفالهن على أربعة أطفال معرضات لخطر أكبر في أن يكنّ في عداد وفيات الأمهات، في حين أن تنظيم الأسرة أيضا يحدّ من الحاجة إلى الإجهاض غير المأمون عن طريق تقليل معدلات حالات الحمل غير المرغوب فيه.

ومن جهة أخرى يعدّ تنظيم الأسرة وسيلة فعّالة في رفع المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة حيث يمكِّن الأزواج من اتخاذ قرارات واعية بشأن صحتهم الجنسية والإنجابية ويمثل هذا التنظيم فرصة عظيمة أمام المرأة لرفع مستوى ثقافتها ومشاركتها في الحياة العامة، وتحسين وضعها الإقتصادي، فضلاً عن إتاحة الفرصة للأزواج معاً في تحديد حجم أسرتهم بما يتلائم مع إمكانياتهم الإقتصادية.
فصغر حجم العائلة يمكِّن الوالدين من زيادة الاستثمار في كل طفل، والأطفال الذين لديهم عدد أقل من الأشقّاء يميلون إلى البقاء في المدرسة لفترة أطول من أقرانهم ممن لديهم أشقاء كثر، والتعليم الجيد يعني حياة افضل وفرص أكثر.

فعلى الرغم من أن عدم الدراية الكافية لبعض العائلات حول فوائد تنظيم الأسرة، مثل عائلة أبو اياد أثّر سلباً على الوضع الصحي والاقتصادي لهم، إلا أنه بالتأكيد مازالت هناك فرصة بأن يحظى ابنائه وغيرهم من الشباب بمستقبل وصحة أفضل عبر المزيد من الوعي والمعرفة حول تنظيم الأسرة والصحة الجنسية والإنجابية.
مصدر المعلومات الصحية
https://www.unfpa.org/family-planning
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/family-planning-contraception
                                
2020-05-29 22:37:32