_تخرج متعباً من المنزل وتقابل جارك الذي ينصحك بدواء كان قد تناوله وتحسّن، ماذا لو كان هذا الدواء صاداً حيوياً؟ هل نستطيع تناول الصادات الحيوية في الوقت الذي نريد أم أن للأمر ضوابط وشروط؟ تندرج الصادات تحت الأدوية التي يجب أن تصرف بموجب وصفة طبية وفقاً لتعليمات الطبيب والصيدلي، وبناءً عليه فإننا نطلق تسمية "الاستخدام العشوائي للصادات" أو سوء استخدام الصادات لكل ما لا يطابق هذه الشروط والتعليمات. أول أشكال سوء الاستخدام هو تناول الصادات دون الرجوع إلى طبيب لوضع تشخيص المرض وعلاجه المناسب، وهو أمرٌ شائع نوعاً ما كأن تشعر بأعراض نزلة بردية فتتناول الحبوب "الحمراء والسوداء" كما يطلق عليها بالتسمية الشعبية بغرض تسريع الشفاء، أو أن تعطي لطفلك دواء كان قد وصفه الطبيب في مرض سابق، وتقرّر من ذاتك أنه الدواء المناسب فقط لتشابه الأعراض، مع العلم أن الصادات الحيوية تستهدف الجراثيم، ولكل صنف جرثومي الصادات المناسبة له وبالتالي لا تستطيع الصادات علاج الأمراض الفيروسية أو الطفيلية أو المناعية الذاتية، كما لا يستطيع صنف محدد من الصادات استهداف جرثوم ليس ضمن نطاق تأثيره. من أشكال سوء الاستخدام الأخرى الانقطاع عن تناول الصاد الحيوي الذي قد وصفه لك الطبيب حين تشعر بالتحسن، فمثلاً قد يقرر الطبيب أو الصيدلي أنك تحتاج أن تتناول الصاد لأسبوعين، فتأخذه أسبوعاً واحداً ثم تنقطع عنه بحجة أن أعراض المرض قد زالت. وعلى نحو آخر قد ينسى بعض المرضى تناول دوائهم لأيام، فإذا تذكروا ضاعفوا الجرعة من أنفسهم بغية تعويض الأيام الفائتة، في هذه الحالة عليك استشارة الطبيب أو الصيدلاني ليزودك بمقدار الجرعة المناسبة ومدة استخدامها الجيدة. بالإضافة إلى أن الصادات قد تتعرض لظروف سوء تخزين أو سوء استخدام لأشكالها الصيدلانية العديدة. قد نسأل أنفسنا ما الضرر من ذلك؟ وهو ما سنفصل به في مقال لاحق لكننا سنختصر الجواب الآن بأن الجراثيم تستطيع تشكيل مقاومة لهذه الصادات بحيث تهرب من تأثيراتها وتبقى على قيد الحياة، وبالتالي نخسر فرصنا في الشفاء والتعافي. السؤال الأخير: هل تستخدم الصادات الحيوية في علاج فيروس كوفيد 19؟ كما نعلم فإن وباء الكورونا ناجم عن إصابة فيروسية وبالتالي فإن الفايروس لا يتأثر بالصادات الحيوية وليست علاجاً له.. وتحذر منظمة الصحة العالمية من الاستخدام الجائر للصادات الذي رافق الوباء والذي قد تصاحبه نتائج كارثية فيما بعد. لكن علينا أن نشير أن الصادات الحيوية قد تستخدم من ضمن العلاجات لبعض المرضى في حال حصلت لديهم اختلاطات وإنتانات جرثومية، وفي الغالب يكون هؤلاء المرضى من مرضى المشافي وبالتالي فهم معرضون لجراثيم المشفى المختلفة، أي أن الصادات المستخدمة هنا تستهدف الإصابة الجرثومية وليس الفايروس بحد ذاته.
المصادر: